للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

قال المؤلف (١) -رحمه الله تعالى-[سورة (يس) مكية، أو إلا قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا} الآية، أو مدنية].

المكي ما نزل قبل الهجرة، وليس ما نزل بمكة، إذ قد ينزل بمكة بعد الهجرة ويكون مدنيًّا، فما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وما نزل بعدها فهو مدني، وهذا القول هو الراجح من أقوال أهل العلم، والأقوال في هذه السورة ثلاثة:

الأول: أنها مكية.

الثانية: أنها مدنية.

الثالثة: أنها مكية إلا قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا}.

والذي يظهر أنها مكية؛ لأن أسلوبها أسلوب المكي، والسور المكية تمتاز عن السور المدنية: بقوة الأسلوب، وجزالة


(١) أخي الكريم: إذا مر بك: قال المؤلف. فالمراد به جلال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد المحلي رحمه الله تعالى، المتوفي سنة ٨٦٤ هـ. في تفسيره المسمى "تفسير الجلالين" وقد جعلت كلامه -رحمه الله- بين معكوفتين هكذا [].

<<  <   >  >>