للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإشعارها هو شق صفحة سنامها حتى يسيل منها الدم، وعلى هذا إذا احتجنا إلى تعذيب الحيوان من أجل حفظ ماليته أو غير ذلك فإنه لا بأس به، مثل ما يفعله بعض الناس الآن في الحمام إذا أراد أن تربي عنده فإنه ينتف مقدم الأجنحة لئلا تطير، حتى تألف المكان وتربى فيه، يقولون: لو أننا قصصناها قصًّا ما نبت لها ريش بسرعة. فلهذا يختارون أن ينتفوها نتفًا من أجل أن ينبت الريش بسرعة وتستعد للطيران.

* * *

{وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣)}.

قال المؤلف - رحمه الله -: [{وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ}] كأصوافها وأوبارها وأشعارها {وَمَشَارِبُ} من لبنها، جمع مَشْرَب بمعنى شرب، أو موضعه {أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣)} المنعم عليهم بها فيؤمنون. أي ما فعلوا ذلك].

المنافع أعم مما قاله المؤلف: [كأصوافها وأوبارها وأشعارها] فالكاف للتشبيه، والأصواف للضأن، والوبر للإبل، والشعر للبقر والغنم، وكذلك ما ينتفع بها من الحرث والزراعة عليها ودك الأرض وغير ذلك من المنافع التي لا تحصى، ولهذا أتى بصيغة منتهى الجموع. {مَنَافِعُ}. {وَمَشَارِبُ} إما موضع الشرب كما قال المؤلف، أو الشرب، ولكن الأولى أن نقول: إن لهم فيها مشارب أي: شربًا، وهذه المشارب تكون من الإبل والبقر والغنم فكلها يشرب الناس من ألبانها، وينتفعون بها شربًا وبيعًا، ولهذا قال تعالى: {أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣)} والهمزة

<<  <   >  >>