للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستلزم على شهادتك له بأنه شهيد؟ يستلزم بأنك شهدت له بأنه من أهل الجنة، وهذه مسألة صعبة، لكن كما قلنا آنفًا في القاعدة النافعة: (إن من اتصف بأوصاف ينطبق على أهلها هذا الجزاء فإننا نرجوا له ذلك) أما أن نجزم فلا.

فهذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب, هل نجزم له بالمغفرة والأجر الكريم؟ نقول: نعم، من فعل ذلك نشهد له على سبيل العموم، لكن على سبيل التخصيص نرجوا له ذلك.

٩ - من فوائد الآية الكريمة: أن البشارة تكون بانتفاء ما يكره وبحصول ما يحب {بِمَغْفِرَةٍ} انتفاء ما يكره {وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١)} حصول محبوب، فيهنأ الإنسان ويبشر بزوال المكروه عنه، وبحصول المحبوب، اجتماعًا وانفرادًا, يعني سواء حصل له الأمران، أو حصل له أحدهما فإنه يبشر بانتفاء الشر عنه، كما يبشر بحصول الخير له.

١٠ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن خشية الرحمن بالغيب واتباع الذكر يحصل به مغفرة الذنوب، والأجر الكريم, فإن {بِمَغْفِرَةٍ} في مقابل الذنوب {وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١)} في مقابل الثواب على الأعمال الصالحة.

* * *

قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (١٢)}. مناسبة هذه الآية لما قبلها لها مناسبتان:

المناسبة الأولى: أنه لما ذكر حال من ينتفع بذكرى الرسول

<<  <   >  >>