للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْوَعْدُ}.

٢ - ومن فوائدها: تهديد هؤلاء المكذبين بهذه الصيحة التي تأخذهم.

٣ - ومن فوائد هذه الآية: قدرة الله عز وجل حيثما يأخذ هؤلاء كلهم بصيحة واحدة لقوله: {إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} وهنا أكد الصيحة بـ (واحدة) ليبين أنه لا يعيدها مرة ثانية، بل بأول مرة يؤخذون.

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الصيحة تأتيهم بغتة لقوله: {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)} غافلون عنها.

٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان حال هؤلاء الذين تقوم عليهم القيامة، وتأخذهم الصيحة، وهي الخصومة والتنازع، مما يدل على سوء أحوالهم، وسوء أخلاقهم، وأنه لا هم لهم إلا هذه المخاصمة والمنازعة، شحًّا وطمعًا في الدنيا، وغفلة عن الآخرة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: "أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق" (١). وهؤلاء من المعلوم أنهم يأكلون ويشربون لكن لم يذكر الله إلا هذا التخاصم لبيان سوء حالهم في ذلك الزمن.

* * *

{فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠)} أي: إذا أخذتهم لم يتجاوزوا مكانهم، بل لا يستطيعون الكلام لشدة ما هم


(١) أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين" ١٧٦ (١٩٢٤).

<<  <   >  >>