للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه أتى بقوله: {فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١)} بالجملة الإسمية التي تفيد الثبوت والاستمرار، أي: ملك مستقر تام.

* * *

{وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢)}.

{وَذَلَّلْنَاهَا} أي: سخرناها وجعلناها ذليلة تنقاد لهم، وينتفعون بها كما يشاؤون، ولهذا نجد الصبي الصغير يقود هذا الجمل الكبير، وقد ذلل له ويقوده حيث شاء، بل إن الإنسان يقود البعير الكبير الجسم إلى مكان نحره وينقاد معه، ثم قسم الله عز وجل وجوه الانتفاع فقال: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ} الركوب فعول، بمعنى: مركوب، أي: فمنها ما يركبونه، مثل الإبل.

{وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} مثل الغنم، ومنها ما يجمع بين الأكل والركوب مثل الإبل، فهذه الأنعام منها: ما يركب ويؤكل، ومنها ما يؤكل ولا يركب. وإذا قلنا: إن الآية أعم مما قال المؤلف، فإننا نقول: منها ما يركب ولا يؤكل، مثل: البغال والحمير والفيلة وغيرها.

فالله عز وجل جعل لهذه الأنعام فوائد متعددة: من الأكل والركوب، وفي سورة النحل ذكر أيضًا من أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثًا ومتاعًا إلى حين. فالمنافع كثيرة في هذه الأنعام التي خلقها الله عز وجل لنا. وقوله سبحانه وتعالى: {فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} {من} في الموضعين هل هي للتبعيض، أو للابتداء، أو للجنس؟

مقتضى التقسيم أن تكون للتبعيض، أي: بعضها يركب وبعضها يؤكل.

<<  <   >  >>