للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤)}.

هذا الأمر كوني -إن كان من الله- وإن كان ممن أمرهم الله أن يقولوا ذلك من الملائكة فهو أيضًا أمر كوني، والمراد به الإهانة والإذلال، وإذ من المعلوم أنهم لن يستطيعوا أن يصلوها، لكن يقال ذلك على سبيل الإهانة والإذلال {الْيَوْمَ} أل هنا للعهد الذكري، وقد يكون بالنسبة لمخاطبة هؤلاء الكفار للعهد الحضوري، يعني: هذا اليوم للحاضر اصلوا النار فيه.

ويتردد علينا كثيرًا العهد الحضوري، والذكري، والذهني فما هو الفرق بينها؟

العهد الحضوري ما كان معهودًا لحضوره، والذكري ما كان معهودًا لذكره، والذهني ما كان معهودًا في الأذهان.

مثال العهد الذهني: إذا قلنا: اذهب إلى القاضي، وأنت مثلًا في بلد، فتذهب إلى قاضي البلد نفسه؛ لأن هذا معروف في الذهن.

مثال العهد الحضوري إذا قلت: اليوم نكرمك، كقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (١).

ومثال العهد الذكري قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (١٦)} (٢) يعني الرسول المذكور وليس رسولًا آخر.


(١) سورة المائدة، الآية: ٣.
(٢) سورة المزمل، الآيتان: ١٥، ١٦.

<<  <   >  >>