الجواب: حضورهم مجتمع؛ ودليله الآية {جَمِيعٌ} إذًا فلا يقول قائل: إن المبتدأ هو نفس الخبر؛ لأن كلمة {كُلٌّ} تدل على الشمول {جَمِيعٌ} تدل على الشمول، نقول: لا، لأن الفرق بينهما أن (كل) تدل على الشمول، وإن كانوا متفرقين و (جميع) تدل على الشمول مع الاجتماع.
قال المؤلف: [مجموعون {لدينا} عندنا في الموقف بعد بعثهم [محضرون} للحساب خبر ثان، أي: خبر ثان لـ (كل) فصار {كُلٌّ} لها الآن خبران الأول: {جَمِيعٌ} والثاني: {مُحْضَرُونَ}، ومعنى هذه الآية: ما كل واحد من هؤلاء إلَّا محضر لدى الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة، والناس جميع.
٢ - ومن فوائدها: كمال قدرة الله عَزَّ وَجَلَّ حيث يجمع هذه الخلائق جميعًا في مكان واحد؛ لقوله:{لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا}.
٣ - ومن فوائد الآية: وجوب الاستعداد لهذا اليوم؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا به لمجرد الاطلاع، ولكنه أخبرنا به من أجل أن نستعد له حتَّى نكون على أهبة لما سنحاسب عليه.
* * *
{وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣)} قال المؤلف - رحمه الله -: [{وَآيَةٌ لَهُمُ} على