الأمور، لكن لا يخرج لغيرهم فهذا إسرار، وأحد هؤلاء العشرة أضمر في نفسه شيئًا لم يخبر به زملاءه فهذا أيضًا إسرار.
فقوله:{مَا يُسِرُّونَ} يشمل هذا وهذا، أي: ما أسره كل إنسان في نفسه، وما أسروه فيما بينهم دون أن يعلنوه لغيرهم، وفي هذا من التهديد ما هو ظاهر، فالله تعالى يعلم ما يسرونه وما يعلنونه، وسوف يجازيهم على ذلك يوم القيامة.
{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ} يرى بمعنى يعلم، والمعنى: أو لم يعلم، والاستفهام هنا للتقرير، والمراد به التوبيخ، (والواو) حرف عطف، والمعطوف عليه: إما مقدر بعد الهمزة، وإما ما سبق، وعلى الثاني تكون الهمزة منقولة عن مكانها، وأصله على القول الثاني (وألم ير) وقوله: {الْإِنْسَانُ} قال المؤلف: [وهو العاصي بن وائل] وعلى رأي المؤلف تكون (ال) هنا للعهد الذهني، ولكن الصحيح أن (ال) للجنس، أي: جنس الإنسان، ومنه العاصي بن وائل؛ لأن الأصل في (ال) أنها لبيان الجنس، كقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (٢)} يعني: جنس الإنسان {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}(١) ووجه كون ذلك هو الأصل. أن العهد يحصرها في شيء معين، والأصل بقاء اللفظ على عمومه، فإذا قال قائل:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ} إنه فلان بن فلان، فنقول الله