للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للأبوين حين جاء إليهما الشيطان ووسوس إليهما، ولم يكتفِ بمجرد الوسواس بل قاسمهما وصار يحلف لهما بشتي الأيمان أنه ناصح، فهكذا الشيطان يأتي الإنسان حتى يغويه.

٣ - ومن فوائد الآيتين الكريمتين: أن هؤلاء قد حجب عنهم الهدي، لا يتقدمون إليه ولا يتأخرون عنه.

٤ - ومن فوائدها أيضًا: أن أبصارهم قد أغشيت وجعل عليها الغشاوة فلا تنظر.

٥ - ومن فوائد الآيتين: تحذير الإنسان إذا لم ينفتح له باب الهدى أن يكون من جنس أولئك، فإذا رأيت نفسك لا تعلم الهدي ولا تعرفه وحيل بينك وبينه فاعلم أنك على خطر، وإذا رأيت من نفسك أن الهدى ينفتح لك ويتبين، وينشرح به صدرك فاعلم أنك على خير، نحن نقيس هذا بحال هؤلاء جعل السد من بين أيديهم ومن خلفهم وصاروا لا يبصرون الحق، فإذا رأيت من نفسك هذه الحال فاعلم أنك على خطر فتداركها.

٦ - إن من بلاغة القرآن الكريم تمثيل المعقول بالمحسوس.

* * *

{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠)} {وَسَوَاءٌ} خبر مقدم بمعنى مستوٍ، و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} مبتدأ مؤخر مسبوك بمصدر، وإن لم تكن الهمزة من الحروف المصدرية لكن في مثل هذا التركيب قال العلماء: إنها تسبك وما بعدها بمصدر، وتقدير الكلام: "وإنذارك وعدمه سواء عليهم" {وَسَوَاءٌ} هنا لم يقل

<<  <   >  >>