للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها: "سواءان" لأنها مصدر، والمصدر لا يثنى ولا يجمع. قال المؤلف في بيان القراءة في قوله تعالى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [بتحقيق الهمزتين، وإبدال الثانية ألفًا وتسهيلها، وأدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه]، إدخال ألف بين المسهلة والأخرى، يعني على قراءة التسهيل تجعل فيها ألفًا أو تحذف الألف إدخال الألف بين الهمزة المحققة والمسهلة {أَأَنْذَرْتَهُمْ} تمد الأولى وتسهل الثانية فيكون عندنا ثلاثة حروف: الهمزة الأولى محققة، والألف، والهمزة الثانية مسهلة، وتركه كما قلناه في الأول بدون ألف ستحقق الأولى وتسهل الثانية بدون ألف. هذه القراءة سبعية؛ لأن المؤلف من عادته إذا جاءت قراءة شاذة غير سبعية يقول: (وقُرِئت)، وعلى كل حال هذا لا يختلف فيه المعنى، إنما هو في كيفية الأداء أما المعنى فلا يختلف.

والمعنى أن إنذارك وعدمه لهؤلاء سواء، ثم بين وجه التسوية فقال: {يُؤْمِنُونَ} هذا معنى التسوية، يعني معناه: أنذرت أم لم تنذر فإنهم لا يؤمنون، ولهذا فالجملة هنا استئنافية بيان للجملة الأولى، يعني أنهم لا يؤمنون سواء أنذرت أم لم تنذر، وهذا أمر مشاهد أن الإنسان الذي قد قضي عليه بالضلالة -والعياذ بالله- تأتي وتنصحه مرة بعد أخرى وتبين له وتحذره ولكن لا يزداد إلا نفورًا -والعياذ بالله- حتى إن بعض الناس يسخر ويستهزيء، فعلى كل حال هذا الذي ينذر ولا يتأثر بالإنذار يخشى عليه، كما أسلفنا من أن يكون قد طبع على قلبه وأنه لا يؤمن أبدًا.

<<  <   >  >>