للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا}.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّه ما من شيء مخلوق إلَّا وفيه زوجان، لقوله: {وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)} وهذا لفظ من أعم ما يكون من الكلمات.

٤ - ومن فوائد الآية أيضًا: أن بني آدم على أصناف متنوعة كما كان ذلك أيضًا فيما تنبته الأرض، بل وفي الأرض نفسها قال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} (١) فإثبات التجاور لها يقتضي أن كل واحد منها يخالف الآخر، لأن الجار غير جاره وكذلك هنا {مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يدل على أن في الأرض أصنافًا منوعة من النباتات، كذلك {وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} فيما خلق الله عَزَّ وَجَلَّ من بني آدم أصنافًا: ذكر وأنثى، أسود وأبيض، طويل وقصير، شقي وسعيد، ذكي وبليد، عاقل وسفيه، وهكذا ليعتبر الإنسان قدرة الله عَزَّ وَجَلَّ على خلق هذه الأشياء المتضادة.

٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الجهل للإنسان وأنه لا يحيط بكل شيء، لقوله: {وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (٣٦)} وهذا إذا أضفتها إلى قوله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (٨٥)} (٢) تبين لك مدى جهل الإنسان في الأمور.

* * *

{وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧)} نقول: في إعرابها ما قلنا في آية {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} فيكون الليل مبتدأ، وآية


(١) سورة الرعد، الآية: ٤.
(٢) سورة الإسراء، الآية: ٨٥.

<<  <   >  >>