عز وجل، قال:{الْإِنْسَانُ} وهو شامل، إذًا فالصحيح أنه عام، لكن نجعل العاصى بن وائل مثالًا لمن قال هذا القول، أو لمن رأى هذا الرأي {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} قال المؤلف: [مني إلى أن صيرناه شديدًا قويًّا {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ} شديد الخصومة لنا {مُبِينٌ (٧٧)} بينها في نفي البعث] فالإنسان خلق من نطفة، وهو هذا المني، المهين كما وصفه الله عز وجل، هذا الماء المهين الذي خلق منه الإنسان، إذا رجع الإنسان إلى أصله وجد أنه كالنخامة ليس بشيء، ثم بعد هذا ينشئه الله عز وجل حتى يعطيه الفصاحة والبلاغة وقوة الحجة، وبعد أن يتربى بنعم الله في بطن أمه، ثم من صدر أمه بالثديين، ثم بما أنعم الله عليه من أنواع الطعام والشراب يقوى ويشتد عقله، وفكره، وذهنه فيكون خصيمًا، {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ} أي شديد الخصومة؛ لأن فعيل بمعنى فاعل، لكن تدل على المبالغة.
وقوله: {مُبِينٌ (٧٧)} أي: بيّن، والذي يظهر أنها {مُبِينٌ (٧٧)} بمعنى مُظهر، يعني مظهر لخصومته؛ لكونه شديد الخصومة قويها، وسيأتي إن شاء الله بيان نوع من جدل الإنسان وخصومته، فـ {مُبِينٌ (٧٧)} أي: مظهر للخصومة، خلافًا لقول المؤلف: بينها.
الفوائد:
١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان أن الإنسان خلق من ضعف؛ لقوله:{أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} وهو كذلك.