للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ومن فوائدها أيضًا: أن هذا الإنسان الذي خلق من هذه المادة الضعيفة يترقى حتى يكون ذا خصومة مبينة؛ لقوله: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧)}.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: النداء على الإنسان بالظلم، وجه ذلك: كيف يكون هذا الذي خلق من هذه النطفة يبلغ به الحد إلى أن يكون خصيمًا لله عز وجل بيّن الخصومة؟ ! لأن الإنسان يجب عليه إذا نظر إلى أصله أن يعرف قدر نفسه، لا أن يكون مخاصمًا لربه عز وجل.

٤ - من فوائد الآية الكريمة: أن الخصومة بالباطل مذمومة، ووجه ذلك أن الآية سيقت مساق الذم لا مساق المدح.

أما الخصومة لإثبات الحق وإبطال الباطل، فإنها ممدوحة لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (١).

ولولا الجدال مع أهل الباطل ما تبين الحق، ولا اندحض الباطل، فلابد للإنسان من الجدال في إثبات الحق، وإبطال الباطل، أما إذا كان الأمر بالعكس فإنه مذموم.

ومن هنا يمكن أن نقسم الجدال إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: جدال محمود، مأمور به: إما وجوبًا، أو استحبابًا.

القسم الثاني: جدال مذموم، منهي عنه.

القسم الثالث: وجدال بين بين.


(١) سورة النحل، الآية: ١٢٥.

<<  <   >  >>