للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العيب، فكل الثلاثة الأخرى عيوب، لكن جعل العور في العين، فنحن نقول لهم: أصل العور في العين ثم إذا جاء الحديث "أعور العين اليمنى" صار قاطعًا للاحتمال قطعًا نهائيًّا لا يمكن أن يراد به العيب.

فإذا قال قائل: ما وجهه؟

قلنا: وجهه: لو كان لله أكثر من عين لكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يذكره؛ لأنه أدل على تعظيم الله، وأبين في التميز من أن يقال: أن الفرق هو أن هذا أعور، والرب محز وجل ليس بأعور، وبهذا يتبين أن دلالة حديث الدجال -وهو صحيح- دلالة واضحة ظاهرة، على أنه روي في حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام ذكره ابن القيم - رحمه الله - في مختصر الصواعق المرسلة "إذا قام أحدكم يصلي فإنه بين عيني الرحمن" وهذا الحديث فيه ضعف لكننا في الحقيقة لسنا بحاجة إليه، لأن الحديث الثابت في الصحيحين في قصص الدجال واضح والحمد لله.

٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: أننا نملك هذه الأنعام ملكًا شرعيًّا، وملكًا حسيًّا قدريًّا.

أما الشرعي: فإننا نملك أعيانها، ومنافعها بالبيع والشراء والتأجير وغير ذلك، أما الكوني الحسي فلأننا نملك زمامها وضبطها، وهي مسخرة لنا نقيمها وننيخها، ونذهب بها ونرجع بها، وهذا من تمام نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بهذا الملك.

<<  <   >  >>