للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: بيان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بتذليل هذه الأنعام، ولو استعصت علينا ما تمكنا من الانتفاع بها، ولهذا لما ند بعير من الإبل في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أدركه رجل بسهم فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش، فما ندّ منها فاصنعوا به هكذا" (١)، فهذه البعير تمردت على أهلها ولم يدركوها إلا بالسهم.

٢ - ومن فوائد الآية الكريمة: بيان أن أفعال المخلوقات مخلوقة لله، لقوله: {وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ} لكنها مفعولة للفاعل مباشرة. فهي تنسب لله عز وجل تقديرًا وخلقًا، وتنسب إلى الفاعل كسبًا وعملًا، فهذه الإبل المذللة الذي ذللها هو الله، إذًا أفعالها صادرة بخلق الله عز وجل. وهذا هو المذهب الصحيح في هذه المسألة، أي مسألة أفعال العباد هل هي مخلوقة لله، أو هي للعباد استقلالًا؟ والمسألة فيها ثلاثة مذاهب:

المذهب الأول: مذهب الجبرية، الذين يقولون: إن خلق الله عز وجل شامل لكل حركة في السماوات والأرض، وإن الإنسان مجبور على عمله ليس له فيه اختيار، بل الحركة الإرادية الاختيارية، كالحركة الإجبارية التي ليس له فيها إرادة.

ويقولون: إن أفعال الإنسان كحركة السعفة بالريح ليس


(١) أخرجه البخاري، كتاب الذبائح والصيد، باب ما ند من البهائم فهو بمنزلة الوحش، (٥٥٠٩).

<<  <   >  >>