للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خالصة، ولا مكسورة خالصة وإنما تختلس الفتحة، فتكون بين الفتحة والكسرة، هذه القراءة الرابعة، والثالثة التي في المصحف لم يشر إليها المفسر، ووجه المحشي القراءة الموجودة في المصحف {يَخِصِّمُونَ (٤٩)} بأن الحركة أزيلت من التاء، فصارت ساكنة، فلما صارت ساكنة حركت الخاء بالكسر لالتقاء الساكنين على الأصل، فالمهم يقول المؤلف -رحمه الله- أي: وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك.

فالصيحة إذن أخذتهم على غرة، وهم غافلون عنها، لاهون بأمورهم ودنياهم، يتخاصم بعضهم مع بعض، وهذا يدل على عدم ائتلاف قلوبهم في تلك الساعة، وأنهم من جنس البهائم، ولهذا لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، ولم يذكر الله عز وجل سوى التخاصم كأن أكثر ما هم عليه في ذلك الوقت هو التخاصم والتباغض والتدابر، لأنهم ليس عندهم إيمان، فهم شرار الخلق في معاملة الله، وشرار الخلق في التعامل فيما بينهم، وفي قراءة (يَخْصِمُونَ) كيضربون، أي يخصم بعضهًا بعضًا، فيكون الظهور للغالب في الخصومة لا للحق، لأنهم في هرج ومرج، وليس عندهم إيمان، ولا مروة، ولا خلق، هم شرار الخلق، فكانت هذه -والعياذ بالله- حالهم عند قيام الساعة.

الفوائد:

١ - من فوائد الآية الكريمة: إثبات علم الله عز وجل وسمعه؛ لأن قوله: {يَنْظُرُونَ} جواب قولهم: {مَتَى هَذَا


= للدقائق الخفية).

<<  <   >  >>