للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتأمله، وإذا تعدت بـ (إلى) فهي النظم بالعين تقول: (نظرت إليه)، ومنه قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} (١) {صَيْحَةً} يعني يصاح بهم، وذلك بالنفخة الأولى في الصور؛ لأن هذه النفخة يكون لها صوت عظيم مزعج يفزع الخلائق، قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} (٢) فكل الخلائق تفزع إلا ما شاء الله عز وجل، فيفزعون فزعًا شديدًا يؤدي إلى صعق إلى الموت وحينئذ تكون نفخة واحدة فيها فزع، وفيها صعقة {تَأْخُذُهُمْ} أي: تأخذهم كما يأخذ العدو عدوه بحيث لا تمهلهم ولا تنظرهم {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ} قال المؤلف -رحمه الله-: [بالتشديد، أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الخاء، وأدغمت في الصاد، أي: وهم غفلة عنها بتخاصم وتبايع، وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة (يَخْصِمون) كيضربون أي: يخصم بعضهم بعضًا].

القراءات التي ذكر المؤلف قراءتان فقط، يقول: بالتشديد أصله يختصمون، نقلت حركة التاء إلى الخاء، وحركة التاء هي الفتحة، وأدغمت التاء بالصاد فصارت على هذه القراءة (يَخْصِمُونَ)، والقراءة التي في المصحف {وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩)} بكسر الخاء، والقراءة الثالثة (يَخْصِمُونَ)، كيضربون، والقراءة الرابعة التي أشار إليها المحشي (٣) هو أن تجعل الخاء لا مفتوحة


(١) سورة القيامة، الآية: ٢٢ - ٢٣.
(٢) سورة النمل، الآية: ٨٧.
(٣) المحشي هو: الشيخ سليمان بن عمر العجيلي الشافعي الشهير بالجمل المتوفى سنة ١٢٠٤ هـ رحمه الله تعالى وحاشيته هي: (الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين =

<<  <   >  >>