الجواب: لا، بل هي على سبيل العموم، وكل شخص اتصف بما تثبت به الجنة على سبيل العموم فإننا لا نشهد له بعينه ولكن يرجى له ذلك؛ لأنه في الظاهر قد انطبق عليه سبب الاستحقاق، لكن الباطن لا نعلمه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار"(١). لهذا نقول في كل من ينطبق عليه وصف يستحق به دخول الجنة نقول: إننا لا نشهد له بعينه؛ لأن الشهادة له بعينه تحتاج إلى دليل معين، ولكننا نرجو له هذا، لأن ظاهر الأمر أنه يستحق؛ لانطباق الأوصاف عليه، لكن لا نشهد لأنه يخشى أن يكون باطنه غير ظاهره. وهذه القاعدة مهمة مفيدة، مثلًا: قتل رجل ممن يجاهد مع جيش، ظاهر جميع المجاهدين أنهم يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا، فهل إذا قتل على أيدي الأعداء نشهد بأنه شهيد؟ لا نشهد بأنه شهيد، ولكن نقول: يرجى أن يكون شهيدًا، يعني من الشهداء عند الله عز وجل، لأن ظاهر فعله ينطبق على الشهداء عند الله عز وجل، ولكن لا نشهد له بعينه، ولهذا ترجم البخاري -رحمه الله- على هذه المسألة في الصحيح قال:"باب: لا يقال فلان شهيد" ولكن كلمة (شهيد) صارت الآن رخيصة تبذل بأبخس الأثمان، فأي واحد يقتل ولو في قتلة جاهلية يقولون: هو شهيد. وهذا لا يجوز، أتدري ما
(١) أخرجه البخاري، كتاب الجهاد، باب: لا يقال: فلان شهيد (٢٨٩٨) ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه ١٧٩ (١١٢).