للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك مشقة.

٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: حل هذه الأنعام، أو حل بعضها إذا جعلنا "من" للتبعيض وجعلنا "الأنعام" أعم من "بهيمة الأنعام" والحل في الأنعام كلها هو الأصل، ولهذا لو تنازع شخصان في أن هذا الحيوان حلال أو حرام، لكان القول قول من يقول بالحل حتى يقوم دليل على التحريم وذلك:

أولًا: لعموم قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (١).

ثانيًا: لعموم قوله: {وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢)} فالأصل هو الحل حتى يقوم دليل على المنع، لكن هذا الحل مقيد بشروط الذكاة المعروفة؛ لأنها إذا لم تذك البهيمة الحلال ذكاة شرعية صارت حرامًا لا تحل، فهذا الإطلاق {وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢)} مقيد بشروط وهو أن يكون مذكًا بذكاة شرعية، ومع هذا إذا اضطر الإنسان إليه حل له ولو لم يذك لقول الله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} (٢).

٦ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يجوز تعذيب الحيوان إذا لم تتم المصلحة إلا به، لأن الأكل مصلحة، ولكن لا أكل إلا بعد الذبح، والذبح من أعظم ما يكون من الإيذاء، ولأن الشرع جاء بإباحة وسم البهائم بالنار من أجل حفظ ماليتها، ولأن الشرع جاء بمشروعية إشعار الإبل والبقر في الهدي ليعلم أنها هدي،


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٩.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٧٣.

<<  <   >  >>