للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للاستفهام، والمراد به التوبيخ، أي أنهم لم يشكروا الله عز وجل فهم موبخون على عدم شكرهم.

وقول المؤلف - رحمه الله -: [أي ما فعلوا ذلك] لأنه يرى أن الاستفهام للنفي، وما ذكرناه من أنه للتوبيخ أحسن؛ لأن التوبيخ يدل على انتفاء ذلك، وأنهم موبخون على عدم الفعل.

وقد تقدم الكلام على معني الشكر ومتعلقه والفرق بينه وبين الحمد عند قوله تعالى: {لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)}.

الفوائد:

١ - يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن الله عز وجل خلق هذه الأشياء لمنافعنا، فأي منفعة يمكن أن نحصل عليها من هذه البهائم فإنها مباحة لنا، {وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ} لكن بشرط كما أسلفنا أن لا يكون في ذلك مشقة فإن كان فيها مشقة فإنها ممنوعة.

٢ - ومن فوائدها: حل ألبان هذه البهائم؛ لقوله: {وَمَشَارِبُ}.

٣ - يستفاد من قوله: {أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣)} وجوب شكر الله تعالى على هذه النعم، ووجهه أنه وبخ من لم يشكر، ولا توبيخ إلا على فعل محرم، أو ترك واجب. وشكر المنعم كما دل عليه الشرع فقد دل عليه العقل، فإن كل إنسان مدين لمن أنعم عليه أن يشكره بحسب ما تقتضيه الحال، ولهذا جاء في الحديث الصحيح: "من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه" (١).


(١) أخرجه الإمام أحمد (٦٨٢) وأبو داود، كتاب الزكاة، باب عطية من سأل بالله عز وجل (١٦٧٢).

<<  <   >  >>