للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَدِيثًا} (١)، فحديث الله عز وجل لا شك أنه أصدق الحديث وأتمه، وأحسنه في الإقناع، وإقامة الحجة.

٢ - من فوائد الآية الكريمة: الاستدلال بالأشد على إمكان الأخف؛ لقوله: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} فقد استدل بالأشد على إمكان الأخف، فالأشد إحياؤها أَول مرة، والأخف الإعادة.

٣ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي للمستدل المناظر أن يأتي بالشيء الذي يقر به خصمه، من أجل أن تقوم عليه الحجة؟ لأنه قال: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} والخصم هنا لا ينكر أن الله تعالى أنشأها أول مرة.

فينبغي أن تأتي بالشيء الذي يُقر به خصمك لتقيم الحجة عليه بإقراره، وهذا أدب من أدب المناظرة، لأنه أقرب إلى الإقناع، وله نظائر منها:

- أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما ناظر الذي حاجه في ربه فقال إبراهيم: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} (٢). فعدل إبراهيم عن ذلك، وقال: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ} (٣) وهذا يقر به الخصم، {فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ}، وهذا لا يمكن للخصم أن يقوم به.

فالحاصل أنه ينبغي للإنسان أن يتعلم طرق المناظرة


(١) سورة النساء، الآية: ٨٧.
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٥٨.
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٥٨.

<<  <   >  >>