للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للنبي - صلى الله عليه وسلم - لست مرسلًا، والاستفهام للتقرير أي: علموا]، الرؤية هنا فسرها المؤلف برؤية العلم؛ وذلك لأنهم لم يشاهدوا هذا بأعينهم، وإنَّما علموه بما بلغهم من الخبر، وقوله: [أي أهل مكة] الصحيح أن هذا ليس خاصًّا بأهل مكة، بل هو عام لكل من كذب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وكأن المؤلف - رحمه الله - جعله خاصًّا بأهل مكة لأن الآية مكية، ولكنه يقال: حتَّى وإن كانت الآية مكية، فإن المكذبين للرسل عليهم الصلاة والسلام من أهل مكة وغيرهم، فأهل الطائف كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام، وكذلك غيرهم كثير؛ لأن الناس لم يدنجلوا في دين الله أفواجًا إلَّا بعد فتح مكة {أَلَمْ يَرَوْا} يقول المؤلف: [(كم) خبرية بمعنى: كثيرًا، معمولة لما بعدها، مُعَلقَةٌ لما قبلها عن عمل] {يَرَوْا} بمعنى العلم، وإذا كانت الرؤية بمعنى العلم فإنها تنصب مفعولين، وقوله علقتها عن العمل، يعني أنَّها أبطلت عملها لفظًا، لأن التعليق يبطل العمل لفظًا فقط لا محلًّا، والإلغاء يبطله لفظًا ومحلًّا، والأفعال القلبية إما أن تعمل في اللفظ والمحل، وإما أن تعمل في المحل دون اللفظ، وأما أن لا تعمل لا في اللفظ ولا في المحل، الثالث: يسمى إلغاءً، والثاني: يسمى تعليقًا، والأول: يسمى إعمالًا، فكم هنا علقت {يَرَوْا} عن العمل في اللفظ، أما المحل فالجملة في محل نصب سدت مفعولي {يَرَوْا} ثم هي لها إعراب باعتبار ما بعدها، فباعتبار ما بعدها مفعول لما بعدها، وعليه فتقدر كما قال المؤلف [بمعنى: كثيرًا]، ثم قال: [والمعنى إن {أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ} كثيرًا {مِنَ الْقُرُونِ} الأمم]. وقوله سبحانه

<<  <   >  >>