للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٢١٧)} (١). فالمسألة مسألة عظيمة ليست بالهينة، ولهذا يجب على المرء الرضى بكل ما شرع الله تعالى، فيرضى مثلًا بوجوب الصلاة، وتحريم الخمر، ووجوب الزكاة، وتحريم الرِّبَا، وعلى هذا فقس، فكل شيء يجب أن ترضى به وتقبله، ثم إن عملت به أثبت، وإن لم تعمل به عوقبت واستحققت العذاب إذا كان واجبًا، إلَّا إذا كالن هذا الواجب تركه كفر فإنه إذا تركته كفرت، فمثلًا يجب على الإنسان أن يؤمن بتحريم الرِّبَا، فإن أنكر تحريمه كفر، أو لم يقبل تحريمه كفر، وإذا آمن بتحريمه وقبله ورضي بالتحريم ولكن فعل الرِّبَا فلا يكفر، وحكمه حكم العصاة.

٦ - ومن فوائد الآية الكريمة: أنَّه ما من رسول أرسل إلَّا وجد من يستهزئ به ومن يؤمن به، ولكن منهم من لا يجد من يؤمن به لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث السبعين ألفًا: "والنبي وليس معه أحد" (٢). فالاستهزاء حاصل لكل رسول.

مسألة:

واختلف العلماء فيمن لسب الله تعالى أو رسوله - صلى الله عليه وسلم - هل


(١) سورة البقرة، الآية: ٢١٧.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنَّةَ سبعون ألفًا بغير حساب (٦٥٤١)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنَّةَ بغير حساب ولا عذاب ٣٧٤ (٢٢٠).

<<  <   >  >>