قال:{وَالشَّمْسُ تَجْرِي} وجب أن نقول: إن الشمس تجري، ولا يجوز أن نقول: إننا نحن الذين نجري، ولكن هي التي تجري بتقدير العزيز العليم.
٢ - ومن فوائدها: أن هذه الشمس التي هي دائمًا ودائبة لابد لها من منتهى لقوله: {لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ويتفرع على هذا:
٣ - أن جميع الخلائق لها منتهى، فكل ما في الدنيا من خلائق له منتهى، وسوف يزول {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (٤٨)} (١).
٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذه الشمس مقدرة تقديرًا بالغًا منظمًا لقوله: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)} ويشهد لهذا الواقع، فإن هذه الشمس منذ خلقها الله إلى أن تزول وهي في فلكها لا تتقدم ولا تتأخر عن السنة التي أمرها عَزَّ وَجَلَّ أن تكون عليها، ولا ترتفع ولا تنخفض، حتَّى قيل: إنها لو تنخفض مقدار شعرة لأحرقت الأرض، ولو ارتفعت مقدار شعرة لجمدت الأرض، ولكن الله عَزَّ وَجَلَّ جعلها على هذا التقدير البديع المحكم الذي لا يتغير {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨)}.
٥ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما العزيز العليم، ويؤخذ منهما: إثبات صفتين تتضمنهما وهما العزة والعلم، ويؤخذ منهما أيضًا: إثبات الأثر، أو الحكم وهو أنَّه غالب لكل أحد، وعليم بكل شيء.