للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤتى بها يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام، كل زمام يقوده سبعون ألف ملك، تقاد ويؤتى بها ويشاهدها الناس ويلحقهم من الرعب العظيم ما لا يقدر الواصفون على وصفه، ويقال لهؤلاء المجرمين: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)} وفي آية أخرى قال الله فيها: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (١٣) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (١٥) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٦)} (١) كانوا قبل أن يدعوا إليها يقال لهم: {الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)} فإذا دعوا إليها، والدع يدل على أنهم يتراجعون على أعقابهم خوفًا منها، ولكنهم يدفعون دفعًا بقوة -والعياذ بالله- إليها ويقال: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)}. والتكذيب عنف في رد الحق، والدع عنف، فصار الجزاء من جنس العمل، أما حين عرضت عليهم وقربت منهم قيل لهم: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)}. أي: توعدون بها ولكنهم يكذبون كما قال الله تعالى: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)} فهم توعدوا بها لكنهم كذبوا -والعياذ بالله- ويوم القيامة يوبخون على هذا التكذيب ويقال: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)} {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (١٤)}.

وهنا إشكال وهو: أنه قيل: إن الوعد في الخير والإيعاد في الشر، وعليه قول الشاعر:


(١) سورة الطور، الآيات: ١٣ - ١٦.

<<  <   >  >>