للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المؤلف: [بالعذاب {عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به]، {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} كان المتوقع أن يقال: ويحق القول على من كان ميتًا، أو على الأموات؛ لأن هذا مقتضى المقابلة، لكن عُدل عن هذا إلى ذكر الكافرين فقال: {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} وفائدة العدول عن ذكر المقابل بلفظه أمران:

الأمر الأول: أن المراد بالميت الكافر، وأن الكافر لا يمكن أن ينتفع بالقرآن.

الثاني: التسجيل (١) على أن من لم ينتفع بالقرآن فهو كافر، ومن انتفع به في شيء دون آخر ففيه خصلة من خصال الكفر، ولهذا كل معصية فهي من خصال الكفر، لكنها قد تكون قليلة، وقد تكون كثيرة، فلهذا عدل الله عز وجل - والله أعلم - عن هذا إلى قوله {وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠)} دون قوله: "ويحق القول على الميتين" بل قال {عَلَى الْكَافِرِينَ (٧٠) ومن الأمثلة على هذا: -وهو كثير بالقرآن- قوله سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ} (٢) لم يقل: (يقضون بالباطل) بل قال: {لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ} ليشمل الباطل وغير الباطل، يعني ليس لهم قضاء إطلاقًا؛ لأنهم مربوبون مملوكون فلا يقضون بشيء.


(١) هكذا هي في الشريط المسجل.
(٢) سورة غافر، الآية: ٢٠.

<<  <   >  >>