للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما الإرادة الشرعية: فقد يقع فيها المراد، وقد لا يقع، ولا يكون المراد فيها إلا محبوبًا لله.

فإذا قال لك قائل: هل الله يريد الكفر؟

فقل له: أما شرعًا، فلا، وأما كونًا، فنعم.

ولو قال لك قائل: هل الله يريد الإيمان؟

فقل: نعم يريده شرعًا، وقدرًا إن وقع، لأنه إذا وقع فقد أراده قدرًا، وإذا لم يقع فلا نعلم هل أراده قدرًا أو لا؟ بل نقول: إنه الآن لم يرده قدرًا.

٤ - ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات القول لله؛ لقوله: {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)}.

٥ - ومن فوائدها: أن كلام الله عز وجل يكون بحرف؛ لقوله: {كُنْ} فإن "كن" كلمة مكونة من حرفين، وإثبات أنه بصوت لقوله: {أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)} فهذا الخطاب موجه لما أراده الله، وهو يقتضي أن يكون هذا المراد سامعًا لهذا القول، ولا سماع إلا بصوت.

فيكون في الآية رد على قول الأشاعرة في كلام الله عز وجل حيث يقولون: إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه، وأن ما يسمع من الأصوات والحروف وهو عبارة عن كلام الله، ويرون أن هذا المسموع مخلوق، ولهذا قال بعض المحققين منهم، أو المنصفين منهم: إنه في الحقيقة لا فرق بيننا وبين المعتزلة في كلام الله؛ لأننا متفقون على أن ما بين دفتي المصحف فهو مخلوق. فإذا كانوا متفقين على هذا، فإن قول المعتزلة قد يكون

<<  <   >  >>