للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، وتارة يحتمل الوجهين.

فمن الأشياء التي تكون صريحة بخصوصية الرسول عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)} (١) فهنا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام قطعًا.

ومن الأشياء الصريحة أنَّه عام مثل قوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} (٢) ولم يقل: "إذا طلقت" فدل على أن الخطاب الأول يراد به العموم.

وأما احتمال أن يكون خاصًّا بالرسول عليه الصلاة والسلام أو عامًّا فهو كثير في القرآن، والأرجح أن نجعله عامًّا؛ لأنه أشمل، فإذا جعلناه عامًّا شمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وغيره، إذًا نقول لأي داعية الآن: اضرب مثلًا للمكذبين بهذه القرية {أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ}. قال المؤلف: [أنطاكية] فجعل (ال) للعهد الذهني يعني كأنها قرية معروفة مفهومة، ولكن هذا القول ضعفه ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره وقال: (فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية، كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضًا، أو تكون أنطاكية - إن كان لفظها محفوظًا في هذه القصة - مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة، فإن هذه لم يعرف أنَّها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك. والله سبحانه وتعالى أعلم) (٣).


(١) سورة الشرح، الآية: ١.
(٢) سورة الطلاق، الآية: ١.
(٣) انظر تفسير ابن كثير -رحمه الله- آخر تفسير الآية رقم (٢٩) من سورة (يس).

<<  <   >  >>