للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثالثة: دعوى مجردة لا أصل لها فيقولون: إنا تطيرنا بكم لمجرد التشويه لما جاءت به الرسل.

وقول المؤلف - رحمه الله -: [انقطاع المطر عنَّا بسببكم] هذا أحد الوجوه الثلاثة التي أشرنا إليها آنفًا، بأنهم يتطيرون بهم بسبب العقوبة التي تحل بهم لمخالفتهم، ووجه آخر يتطيرون بهم بسبب الحد من بلوغ مآربهم في عبادتهم وشهواتهم ومعاملاتهم ومأكولاتهم ومشروباتهم، فيقولون: ضيقت علينا. الوجه الثالث: تطير المدعى الذي ليس له أصل، وقولهم: لانقطاع المطر عنا بسببكم. لتنفير الناس عن متابعتهم. يحتمل أن هذا هو السبب، ويحتمل أن ما حل بهم من العقوبات الأخرى التي من جملتها ما عاقب الله بها آل فرعون أرسل عليهم الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم والسنين، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، تسع عقوبات، ويمكن أن يكون هناك عقوبات غير هذا أيضًا.

{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٨)} {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا} عن دعوتنا إلى اتباعكم وترك ما كنا عليه {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} الجملة هذه جواب القسم، وليست جواب الشرط، لأنها قُرنت باللام، وأكدت بنون التوكيد، وهذا يدل على أنَّها جواب القسم، لا جواب الشرط، ولهذا أشار ابن مالك رحمه الله في الألفية حيث قال:

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما أخرت فهو ملتزم {لَنَرْجُمَنَّكُمْ} الرجم هو الرمي بالحجارة، ومنه رجم الزاني

<<  <   >  >>