للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبره، فإن كان من أهل الخير فإنه ينعَّم، وإن كان من أهل الشر فإنه يعذب قال: {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)} لما قيل له: ادخل الجنَّةَ، {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) قال المؤلف: [حرف تنبيه] يعني (يا) حرف تنبيه وليست حرف نداء، لأنها دخلت على حرف و (يا) التي للنداء لا تدخل إلَّا على اسم، فإذا دخلت على ما لا يصح دخولها عليه فإنها لا تكون للنداء، وقد مر علينا في علامات الاسم أن من علاماته دخول النداء عليه، فإذا دخلت (يا) على غير اسم فهي للتنبيه، سواء دخلت على حرف مثل: {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)} أو دخلت على فعل، وأكثر ما تدخله من الأفعال على فعل الأمر فإنها تكون للتنبيه، ويجوز أن تكون حرف نداء، والمنادى محذوف، ويقدر بحسب السياق، فمثل هذه الآية: {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)}. نقدره فنقول: يا رب ليت قومي يعلمون. فصار في إعرابها وجهان:

أحدهما: أنَّها للتنبيه.

والثاني: أنَّها للنداء، والمنادى محذوف، ويقدر بحسب السياق. {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)} وقوله: ليت هنا للتمني، ولعل للترجي، والفرق بينهما أن التمني يكون فيما فيه تعذر، والترجي يكون فيما يقرب حصوله، وما كان بين ذلك فتارة تستعمل فيه ليت، وتارة تستعمل فيه لعل، وما كان من ذلك فأحيانًا لعل وأحيانًا ليت، بحسب قربه من التعذر أو من القرب.

قال {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}.

قال المؤلف: [بغفرانه] أي: بما حصل لي {بِمَا غَفَرَ لِي

<<  <   >  >>