للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتأتي على أربعة أوجه: نافية، وشرطية، ومخففة من الثقيلة، وزائدة، وإذا أتت بعدها (إلَّا) فهي نافية، وقد تكون نافية بدون (إلَّا)، كقوله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا} (١) أي: ما عندكم. لكن القاعدة: أنَّه إذا أتت بعدها إلَّا فهي نافية، قال الله تعالى: {إِنْ كَانَتْ} قال المؤلف: [عقوبتهم] يعني ما كانت عقوبتهم التي عاقبهم الله بها لكفرهم {إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً} قال المؤلف: [صاح بهم جبريل] {فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)} يعني ما احتاجوا إلى عناء ولا جند، ما هي إلَّا صيحة، ولم يبين الله سبحانه وتعالى الصائح، والمؤلف قال: إنه جبريل. ولا ينبغي أن نجزم بهذا إلَّا بدليل، لأن الواجب علينا أن نبهم ما أبهمه الله، إلَّا أن يرد تعيينه بدليل صحيح، ولم يرد تعيين الصائح بدليل صحيح، وعلى هذا فنقول: صيح بهم، ولا نجزم من هذا الصائح، المهم أنَّها صيحة واحدة، صيح بهم فهلكوا عن آخرهم، ولهذا قال: {فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)} (إذا) هنا فجائية تدل على تعاقب ما بعدها وما قبلها، أي أن ما بعدها وقع عقب ما كان قبلها مباشرة، ولهذا سميت فجائية، لأنها تفاجئ وتأتي فورًا فحين صيح بهم {فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)} وبهذا نعرف أن هؤلاء ماتوا عن آخوهم لأن {هُمْ} ضمير يفيد الجمع والشمول.

الفوائد:

من فوائد الآيتين الكريمتين:

١ - أن الله عَزَّ وَجَلَّ قد ينزل الملائكة لإهلاك المكذبين،


(١) سورة يونس، الآية: ٦٨.

<<  <   >  >>