٢ - أو نُلزِمُها الإفرادَ مع الفَتْحِ للمُذكَّر والكَسرِ للمُؤَنَّث، هذانِ وَجهانِ.
٣ - أو نَقولُ: هي حَسَبُ المُخاطَبِ المُفرَدِ المُذكَّر له كافٌ مفتوحةٌ والمُفردَةُ المُؤنَّثةُ كافٌ مكسورةٌ، والمُثنَّى كافٌ مَقرونَةٌ بعَلَم التَّثنيَةِ، وجماعَةُ النِّساءِ كافٌ مقرونَةٌ بنونِ النِّسوَةِ، وجماعَةُ الذُّكورِ كافٌ مقرونَةٌ بميمِ الجَمْعِ، الأخيرِ هو الأفصَحُ، لكن يَجوزُ الوَجهانِ الآخَرانِ.
يَقولُ المفسِّرُ رَحِمَهُ اللهُ: [{وَذَلِكُمْ} مبتدأٌ {ظَنُّكُمُ} بدلٌ منه {الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ} نعتٌ، والخَبَرُ {أَرْدَاكُمْ}]، يعني مَعناه أنَّ قولَه:{وَذَلِكُمْ} وما عُطِفَ عليها أو صار صِفَةً لها في مقامِ المبتَدَأِ، و {أَرْدَاكُمْ} في مقامِ الخَبَرِ.
ويُمكِنُ احتِمالَ وَجْهٍ آخَرَ أن نَجعلَ (ذا) مُبتدأٌ و {ظَنُّكُمُ} خَبرُهُ، و {أَرْدَاكُمْ} خَبَرٌ ثانٍ، وهذا الوَجهُ أَقْوَى في المعنَى، يعني: ذلكم ظنُّكُم الَّذي ظَنَنتم برَبِّكم -ولم تَظنُّوا به سواه- أنَّه لن يُعيدَكم، ثُمَّ أخَبَرَ عن هذا الظَّنِّ خَبرًا آخَرَ فقال:{أَرْدَاكُمْ}، فهذا المعنى أَقْوى من قَولِ المفسِّر رَحِمَه اللهُ تَعالَى.
قال اللهُ تَعالَى:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ} وهو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وأَضافَ الرُّبوبيَّة إليهم؛ لأنَّهم يُقِرُّون برُبوبيَّة اللهِ لا يُنكِرونها {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ} [المؤمنون: ٨٦] وفي قِراءةٍ أُخْرَى سَبعيَّةٍ: "سيقولون الله".