يَقولُ المفسِّرُ رَحَمِهُ اللهُ:{أَرْدَاكُمْ} أي [أَهْلَكَكُمْ].
وقولُه تعالى:{فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} أي: صِرتُمْ مِن الخاسِرينَ، وهُنا (أَصْبَحَ) لو نَظَرنا إلى مجُرَّدِ لَفْظِها لكانت دَالَّةً على الإِصْباحِ، لكنَّها تُستَعْمَلُ في اللُّغة العربيَّة بمعنى الصَّيرورَةِ، تَقولُ: أصبَحَ لا يَعلَمُ شيئًا أي صار لا يَعلَمُ شيئًا، وهُنا أصبحتم مِنَ الخاسِرينَ ليس المَعْنى دَخَلْتم في الصَّباح خاسِرينَ، ولكنَّ المَعْنَى: صِرتُمْ مِن الخاسِرينَ، والخاسِرُ ضِدُّ الرَّابحِ، وإنَّما قال:{مِنَ الْخَاسِرِينَ} لأنَّ هؤلاءِ الَّذين أَنْكَروا البَعثَ خَسِروا الدُّنيا والآخِرَةَ في الواقِعِ، فدُنياهُمْ لم تَنفَعْهم وهُمْ في الآخِرَةِ في النَّار، وهذا غَايةُ الخُسْرانِ.