للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأصواتَ والضَّجَّةَ والضَّوضاءَ واختَلَطَت عليه قِراءَتُهُ، فإنَّه لا يَرى فائدَةً مِنَ القِراءَةِ، وحينَئذٍ يَسكُتُ هذا ما يَفعَلُه هَؤلاءِ المُشركونَ.

فإِنْ قال قائلٌ: إنَّ كثيرًا مِنَ النَّاسِ يَشغَلونَ القُرآنَ في المَنازِلِ والمَتاجِرِ، ولم يَعتادوا اللَّغَطَ والسَّبَّ والشَّتمَ، لكن رُبَّما حَدَّثوا أَحاديثَ جانِبيَّةً كأن يَكونَ في المَطبَخِ مثلًا أو ما أشبه ذلك.

ثُمَّ إنَّ القُرآنَ على إِذاعَةِ القُرآنِ الَّتي يَأتي مَرَّةً حَديثٌ ومرةً قرآنٌ، وهم يُحبُّون القُرآنَ وَيأنَسونَ به ويَستفيدونَ فوائِدَ كَثيرةً، وَيقولون: إذا لم نُشَغِّلِ القُرآنَ تَأتي هَواجِسُ؟

فالجَوابُ: المَحظورُ اللَّغو فقط، أمَّا إن كانوا لا يَنْتَبِهون أحيانًا فإنَّ الإنسانَ الَّذي يَقرأُ والمُصحَفُ بين يديه أحيانًا يَقْرَأُ بفَمِه وقَلْبِه ليس بِقارِئٍ، فالمَحظورُ مثلًا أنَّ ناسًا مَشغُولونَ بدُنياهم والقُرآنُ يُقْرَأُ، أمَّا مثلًا امْرأةٌ تطْبُخُ أو تَغسِلُ ثِيابَها وتَستَمِعُ لِلقُرآنِ، فهذا لا يوجِبُ التَّلَهِّي عنه.

فإِنْ قال قائِلٌ: ما حُكْمُ مَن يُشَغِّلُ القُرآنَ في المُسَجِّلِ ويُرَدِّدُ معه للتَّحَفُّظِ وتَحسينِ النُّطْقِ؟

فالجَوابُ: لا بَأسَ به، ليس هناك مانِعٌ.

فإِنْ قال قائِلٌ: بالنِّسبَةِ لمَنْ يَقرأُ القُرآنَ في غَيرِ الصَّلاةِ، هل يَجِبُ الاستِماعُ إليه أم لا؟

فالجَوابُ: لا، الصَّحيحُ لا يَجِبُ الاستِماعُ، لكن لا يَجوزُ اللَّغَطُ، ولهذا قال الإِمامُ أَحْمَدُ في قولِهِ تَعالَى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

<<  <   >  >>