في الآية الكَريمَةِ هُنا وَعيدٌ لهؤلاءِ الكُفَّارِ بالعَذابِ الشَّديدِ، وهذا مِن أَساليبِ القُرآنِ، أنَّ اللهَ تعالى يُهَدِّدُ الكافِرَ والمُجرِمَ وغَيرِهما مِمَّن أَساؤوا، وفيه دَليلٌ على أنَّه ليس مِنَ القَدْحِ أنْ يَقومَ الإنسانُ بطاعَةِ اللهِ خوفًا من عَذابِ اللهِ، أنَّه لا حَرَجَ، وليس مِنَ القَدْحِ أن يَتَجَنَّبَ الإنسانُ مَعصيَةَ اللهِ خوفًا من عِقابِهِ، خِلافًا لمَن قال: أَعبُدُ اللهَ لا طَمَعًا في ثَوابِهِ ولا خوفًا من عِقابِهِ، وهَؤلاءِ تَرُدُّ عليهم النُّصوصُ كُلُّها، بل إِنَّ اللهَ تعالى جَعَلَ عُقوبَةَ الدُّنيا سَببًا للرَّدعِ عَنِ المَعاصي، قال اللهُ تعالَى في قَضيَّةِ السَّارقِ