فهذه سبعُ آياتٍ، تَقرَؤها هَكَذا مُفصَّلَةً، وإنْ أُدرِجَتْ فلا بأسَ؛ لأنَّه لم يرِدِ النَّهْيُ عن ذلك، إلَّا أنه لا يَنْبغِي للإنسانِ أنْ يَهُذَّ القُرآنَ هَذًّا، تخْفَى معه الحُروفُ، بل قد يَحرُمُ عليهِ إذا لَزِمَ أن تَخفى بعضُ الحُروفِ. أمَّا الهذُّ الذي يَستكمِلُ فيهِ الإنسانُ الحُروفَ فلا بأسَ، لكنَّ الأفْضلَ الوقوفُ على كلِّ آيةٍ.
فإنْ قالَ قائل: هل تقِف على قولِه تَعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون: ٤]؟
فالجَوابُ: يقفُ؛ لأنَّها آيةٌ؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وَجلَّ هو الَّذي أنزَلَها، وجعَلَ هذه آيةً مُنفصِلةً عنِ الأُخرى، وربَّما يَكونُ في الوُقوفِ على الآية هكذا حتَّى يَندهِشَ القلبُ، فيترَقَّبَ بشغَفٍ المعنى المُبيِّنَ لهذا، فتَقولُ:{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون: ٥] , فكَأنَّها مطَرٌ على أرْضٍ قاحِلةٍ، إذَنْ: نقِفُ على هذا ولا مانِعَ.