للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أنَّ اللهَ تَعالى سَخَّرَ المَلائكَةَ لبَني آدَمَ في مَواطنَ كَثيرةٍ كما في هذه الآيَةِ، وكما في قولِهِ تَعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: ٢٣ - ٢٤]، وكما سَخَّرهم اللهُ تَعالى يَجلِسونَ على أَبوابِ المَساجِدِ يومَ الجُمُعةِ يَكتُبونَ الأَوَّلَ فالأَوَّلَ، إلى غَيرِ ذلك مِنَ المَواطنِ الَّتي جاءت في الكِتابِ والسُّنَّةِ.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنَّ المَلائكَةَ الَّتي تَتنزَّلُ على هَؤلاءِ المُؤمنينَ المُستَقيمينَ تُبشِّرُهم بثَلاثَةِ أُمورٍ: أَوَّلًا: أنَّه لا خَوفَ عليهم، والثَّاني: أنَّهم لا يَحزنونَ، والثَّالثُ: أنَّ الجَنَّةَ مَأواهم، وقد سَبَقَ الفَرْقُ بين الخَوفِ والحُزنِ.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: تَحقيقُ البُشرى بما يُؤيِّدُها، يعني: لا يَكفي أن تَقولَ: يا فُلانُ أَبشِرْ بالخَيرِ حتَّى تُبَيِّنَ ما يُؤيِّدُ هذه البُشْرى، يُؤخَذُ من هذه الآيَةِ وهي قولُه: {الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} وذلك لِعِلمِهم بأنَّ وعدَ اللهِ لا يُخلَفُ.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ المَلائكَةَ أَولياءُ لمَن آمَنَ واستقامَ في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرَةِ.

أمَّا في الحياةِ الدُّنيا فهِيَ حِفظُهم مِنَ المَعاصي والزَّللِ وتَهيئَتُهم للعَملِ الصَّالحِ ومَعونَتُهم على ذلك وتَثْبيتُهم عليه.

وأمَّا في الآخِرَةِ فلا تَسألْ، فإنَّ المَلائكَةَ تَتلقَّاهم، وكذلك أيضًا يَدخُلونَ عليهم مِن كُلِّ بابٍ في الجَنَّةِ إلى غيرِ ذلك ممَّا ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنَّ للَّذين آمَنوا باللهِ واستَقاموا في الجَنَّةِ ما تَشتَهيهِ الأنفُسُ، وفي آيَهٍ أُخْرى: {مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: ٧١] فيَكونُ لأهلِ الجَنَّةِ فيها مُتعَتانِ؛ المُتعَةُ الأُولى بالذَّوقِ والطَّعمِ، والمُتعَةُ الثَّانيةُ بالرُّؤَيةِ والنَّظرِ.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنَّ في الجَنَّةِ كُلَّ شيءٍ يَطلُبُ؛ لقولِه: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}،

<<  <   >  >>