للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: الإشارَةُ إلى الإِخلاصِ في الدَّعوَةِ نَأخُذُها من قولِه: {إِلَى اللَّهِ}؛ لأنَّ الدَّاعيَ رُبَّما يَدعو وَيقومُ للنَّاسِ ويُذكِّرُهم وَيعِظُهم ويَحُثُّهم على الخَيرِ ويُحذِّرُهم مِنَ الشَّرِّ، لكن يُريدُ أن يَكونَ مَرموقًا بينهم، هذا دعا إلى نَفسِه، فلا بدَّ إذن مِنَ الإخلاصِ، فلو قال قائلٌ: هل يُسلَبُ الإخلاصُ ما لو أَرادَ بالدَّعوَةِ إِصلاحَ النَّاسِ؟ الجَوابُ: لا، لا يُسلَبُه؛ لأنَّ الأصلَ دَعوتُهُ من أجلِ إصلاحِ النَّاسِ.

الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: فَضيلَةُ العَمَلِ الصَّالحِ الَّذي جَمَعَ بينَ أمرَينِ: الإِخلاصِ والمُتابَعَةِ؛ لقَولِه: {وَعَمِلَ صَالِحًا}.

الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: وُجوبُ العِلمِ، نَأخُذُه مِن قَولِه: {وَعَمِلَ صَالِحًا}؛ لأنَّه لا يُمكِنُ أن تَعرِفَ أنَّ العَمَلَ مُوافِقٌ للشَّرعِ أو غَيرُ مُوافقٍ إِلَّا بالعِلمِ، وهذا واضِحٌ، فيَكونُ في الآيَةِ دَليلٌ على وُجوبِ العِلمِ؛ لأنَّه إذا كان العَمَلُ الصَّالحُ مِنَ الواجِباتِ فلا بُدَّ أن تَعلَمَهُ بالشَّرعِ، وما لا يَتِمُّ الواجِبُ إلَّا به فهو واجِبٌ.

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنَّه يَنبَغي للمُسلمِ أن يَكونَ عَزيزًا بِدِينِه وأن يُعلِنَ به وأن يَقولَ: {إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وألَّا يَستحيَ إذا قيل له أنَّه مُسلِمٌ؛ لقَولِهِ: {وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الإِشارَةُ إلى تَجنُّبِ التَّزكيةِ الذَّاتيَّةِ؛ لأنَّه قال: {مِنَ الْمُسْلِمِينَ}، ولم يَقُلْ: وقال إنَّني مُسلِمٌ؛ لأنَّ الإنسانَ قد يَعتزُّ بقَولِه: إِنَّني مُسلمٌ ويَفخَرُ أَكثرَ ممَّا يَكونُ ذلك فيما لو قال: {إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: الإِشارَةُ إلى المُؤاخاةِ بينَ المُسلمينَ؛ لقَولِه: {مِنَ الْمُسْلِمِينَ} إشارَةٌ إلى أنَّني كواحدٍ من هَؤلاءِ، لا افْتِراقَ عنهم.

* * *

<<  <   >  >>