قيل للمهلب: ما الحزم؟ قال: تجرع الغضض إلى ا، تنال الفرص.
من كلامهم: ما تزاحمت الظنون على شئ مستور إلا كشفته.
الحلاج إلى القتل قطعت يده اليمنىثم اليسرى، ثم رجله فخاف أن يصفر وجهه من نزف الدم، فأدنى يده المقطوعة من وجههه، فلطخه بالدم يخفى اصفراره، وأنشد:
لم أسلم النفس للأسقام تتلفها ... إلا لعلمي بأن الوصل يحمييها
نفس المحب على الآلام صابرة ... لعل ميقمها يوما يداويها
لما شيل إلى الجذع: قال: يا معين الضنى علي أعني على الضنى. ثم جعل يقول:
مالي جفييت وكنت لا أجفى ... ودلائل الهجران لا تخفى
وأراك تمزجني وتتشربني ... ولقد عهدتك شاربي صرفا.
فلما بلغ به الحال أنشأ يقول:
لبيك يا عالما سري ونجواي ... لبيك لبيك يا قصدي ومعنايا
أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل ... ناجيت إياك أم ناجيت إيانا
حتى لمولاي أضناني وأسقمني. . فكيف أشكو إلى مولاي مولايا
يا ويح روحي من روحي ويا أسفي ... علي مني فإني أصل بلوايا
من المستظهري، للغزالي رحمه الله تعالى حكى إبراهيم بن عبد الله الخراساني قال: حججت مع أبي سنة حج الرشيد فإذا نحن بالرشيد واقف حاسر حاف على الحصباء، وقد رفع يديه وهو يرتعد ويبكي ويقول: يا رب أنت أنت وأنا أنا، أنا العواد بالذنب وأنت العواد بالمغفرة، أعفر لي: فقال لي أبي: انظر إلى جبار الأرض كيف يتضرع إلى جبار السماء. ومنه أيضا: شتمك رجل أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، فقال له أبو ذر: يا هذا إن بيني وبين الجنة عقبة، فإن أنا جزتها فوالله ما أبالي بقولك، وإن هو صدنب دونها فإني أهل لألأشد مما قلت لي.
ابن حجة الحموي
خاطبنا العاذل عند الملام ... بكثرة الجهل فقلنا سلام
ما لا منا من قبل لكنه ... لما رأى العارض في الخد لام