لقد طفت في تلك المعاهد كلها ... ورددت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حاير ... على ذقنٍ أو قارعاً سن نادم
وفاته سنة خمسمائة وسبع وأربعين كذا ذكر في تاريخ اليافعي. صاحب الملل والنحل بعد ان عد الحكماء السبعة الذين قال: إنهم أساطين الحكمة وذكر آخرهم أفلاطون قال: وأما من جانسهم في الزمان وخالفهم في الرأي فمنهم: أرسطاطاليس وهو المقدم المشهور والمعلم الأول والحكيم المطلق عندهم ولد في أول سنة من ملك أردشير، فلما أتت عليه سبع عشر سنة أسلمه أبوه إلى أفلاطون فمكث عنده نيفاً وعشرين سنة، وإنما سموه المعلم الأول، لأنه واضع التعاليم المنطقية ومخرجها من القوة إلى الفعل وحكمه حكم واضع النحو وواضع العروض، فإن نسبة المنطق إلى المعاني نسبة النحو إلى الكلام، والعروض إلى الشعر ثم قال: وكتبه في الطبيعيات والألهيات والأخلاق معروفة ولها شروح كثيرة ونحن أخترنا في نقل مذهبه شرح ثامسطيوس الذي اعتمده مقدم المتأخرين ورئيسهم أبو علي سينا وأحلنا ما في مقالاته في المسائل على نقل المتأخرين، إذ لم يخالفوه في رأي، ولا نازعوه في حكم كالمقلدين له، والمتهالكين عليه، وليس الأمر على ما نالت ظنونهم إليه، ثم قرر محصول رأيه وخلاصة مذهبه في الطبيعي والألهي في كلام طويل، ثم قال في آخره، فهذه نكت كلامه استخرجناها من مواضع مختلفة، وأكثرها من شرح ثامسطيوس.
والشيخ علي بن سينا الذي يتعصب له وينصر مذهبه ولا يقول من الحكماء إلا به.
لبعضهم
خفيت عن العيون فأنكرتني ... فكان به ظهوري للقلوب
وأوحشني الأنيس فغبت عنه ... لتأنيسي بعلام الغيوب
وكيف يروعني التقريد يوماً ... ومن أهوى لدي بلا رقيب
إذا ما استوحش الثقلان مني ... أنست بخلوتي ومعي حبيبي
في تفسير القاضي وغيره أن إدريس على نبينا وعليه السلام أول من تكلم في الهيئة والنجوم والحساب.
وفي الملل والنحل في ذكر الصابئة قال: إن هرمس هو إدريس عليه السلام صرح في أوايل شرح حكمة الإشراق: هرمس هو إدريس عليه السلام وصرح ماتنه بأنه من أساتذة أرسطو.