لبعضهم
تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... أعزو أحداث الزمان تهون
وبات يريني الخطب كيف اعتداؤه ... وبت أريه الصبر كيف يكون؟
ولست كمن أخنى عليه زمانه ... فظل على أحداثه يتعتب
تلذ له الشكوى وإن لم يجد لها ... صلاحاً كما يلتذ بالحك أجرب الصفي الحلي رحمة الله:
(قالت كحلت الجفون بالوسن ... قلت ارتقابا لطيفك الحسن)
(قالت نسليت بعد فرقتنا ... فقلت من مسكني وعن سكني)
(قالت تشاغلت عن محبتنا ... قلت بفرط البكاء والحزن)
(قالت تناسيت قلت عافيتني ... قالت تسليت قلت عن وطني)
(قالت تخليت قلت عن جلدي ... قالت تغيرت قلت في بدني)
(قالت أذعت الأسرار قلت لها ... صير سري هواك كالعلن)
(قالت فماذا تروم قلت لها ... ساعة سعد بالوصل تسعدني)
(قالت فعين الرقيب ترصدنا ... قلت فإني للعين لم أبن)
(أنحلتني بالصدود منك فلو ... ترصدني المنون لم ترني)
وله:
(حرضوني على السلو وعابوا ... لك وجها به يعاب البدر)
(حاش لله ما لعذري وجه ... في التسلي ولا لوجهك عذر)
روي أن الحلاج كان يصبح في بغداد ويقول: يا أهل الإسلام أغيثوني عن الله؛ فلا يتركني ونفسي فآنس بها ولا يأخذني من نفسي فأستريح منها وهذا دلال لا أطيقه يقال: إن هذا الكلام كان أحد البواعث على قتله.
ومن شعره
كانت لنفسي أهواء مفرقة ... فاستجمعت إذ رأتك العين أهوائي
فسار يحسدني من كنت أحسده ... وصرت مولى الورى مذ صرت مولائي