إذا بنا نباخ بكريم موطن فله ... وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده ... إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا أيها العالم المرضي سيرته ... أبشر فأنت بغير الماء ريان ويا أخا الجهل لو أصبحت في لججٍ ... فأنت ما بينها لاشك ظمآن
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً ... من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه ... فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها ... فارحل فكل بلاد الله أوطان
خذها سوائر أمثال مهذبة ... فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها ... إن لم يصغها قريع الشعر حسان
أبو الفتح البستي
يا أكثر الناس إحساناً إلى الناس ... وأكثر الناس إغضاء من الناسي
نسيت وعدك والنسيان مغتفر ... فاغفر فأول ناس أول الناس
في السكنى وفي السفر
الله جارك في بدو وفي حضر ... والعز دارك في السكنى وفي السفر
حرست في سفر عمت ميامنه ... مشيعاً بالعلى والنصر والظفر
حكى الإمام فخر الدين الرازي، في أول السر المكتوم، قال: قال ثابت بن قرة في الكحل: ذكر بعض الحكماء كحلاً يقوي البصر إلى حيث يرى ما بعد عنه كأنه بين يديه، قال: وفعله بعض أهل بابل، فحكى أنه رأى جميع الكواكب الثابتة والسيارة في موضعها، وكان ينفذ بصره في الأجسام الكثيفة، وكان يرى ما ورائها فامتحنته أنا وقسطا بن لوقا، ودخلنا بيتاً وكتبنا كتاباً وكان يقرأه علينا ويعرفنا أول سطره وآخره كأنه معنا، وكنا نأخذ القرطاس ونكتب، وبيننا جدار وثيق، فأخذ قرطاساً ونسخ ما كنا نكتبه كأنه ينظر فيما نكتبه.
يقال إن زرقاء اليمامة كانت ترى الفارس من بعد ثلاثة أيام، ونظرت إلى حمام يطير في الجو فقالت:
يا ليت ذا القطا لنا ... ونصف مثله معه