وأوع سمعك أمثالاً افصلها ... كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان إحسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في ... عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ ... يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً ... فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتقي الله يحمد في عواقبه ... ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب ... فإن ناصره عجز وخذلان
من كان للخير مناعاً فليس له ... على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة ... إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم ... وعاش وهو قرير العين جذلان
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى ... أغضى على الحق يوماً وهو حزنان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً ... لأن أخلاقهم بغي وعدوان
من كان للعقل سلطان عليه غداً ... وما على نفسه للحرص سلطان
ومن يفتش على الإخوان يقلهم ... فجل إخوان هذا العصر خوان
ولا يغرنك حظ جره خرق ... فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة ... والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته ... فكل حر لحر الوجه صوان
وإن لقيت عدواً فالقه أبداً ... والوجه بالبشر والإشراق غضان
من استشار صروف الدهر قام له ... على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه ... ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار قام وفي ... قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر إن المرء همته ... صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم ... يذمم يندم رفيق ولم يذممه إنسان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإنسان إمكان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها ... فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء أحرى من تقى ونهى ... وإن أظلته أوراق وأغصان
الناس إخوان من والته دولته ... وهم عليه إذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حص ... وباقل في ثرآء المال سحبان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم ... غرائز لست تحصيها وأكنان
ما كان ماء كصدآء لوارده ... نعم ولا كل نبت فهو سعدان
وللأمور مواقيت مقدرة ... وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلاً في الأمر تطلبه ... فليس يحمد قبل النضج بحران
حسب الفتى عقله خلا يعاشره ... إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى ... وساكناً وطن مال وطغيان