للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترد على الدنيا بهاكل غدرة ... إذا ما تبارت داره وديارها وإن قيل بهتاناً حكت تلك هذه ... فقد تتوازى ليله ونهارها

فإن لم يكن في صحن دارك بعض ما ... بصدرك فالدنيا يصح اعتذارها

ومنها قصيدة أبي سعيد الرستمي افتتاحها:

نصبن لحبات القلوب حبائلاً ... عشية حل الحاجبيات حائلا

نشدنا عقولاً يوم برقة منشد ... ضللن فطالبنا بهن العقائلا

عقائل من أحياء بكر بن وائل ... تحيين يحببن للعشاق بكر بن وائلا

عيون ثكلن الحسن منذ فقدتها ... ومن ذا رأى قبلي عيوناً ثواكلا

جعلت ضنى جسمي لديها ذرايعاً ... وسائل دمعي عندهن وسائلا

وركب سروا حتى حسبت بأنهم ... بسرعتهم عدواً إليك المراحلا

إذا نزلوا أرضاً رأوني نازلاً ... وإن رحلوا عنها رأوني راحلا

وإن أخذوا في جانب ملت آخذاً ... وإن عدلوا عن جانب ملت عادلا

وإن وردوا ماء وردت وإن طووا ... طويت وإن قالوا تحولت قائلا

وإن نصبوا للحرب للحر حر ... وجوههم تحولت حرباء على الجذع مائلا

وإن عرفوا أعلام أرض عرفتها ... وإن أنكروا أنكرت منها مجاهلا

وإن عزموا سيراً شددت رحالهم ... وإن عزموا حلاً حللت الرحائلا

وإن وردوا ماء حملت سقائهم ... أو انتجعوا أرضاً حدوت الزوائلا

يظنون أني سائل فضل زادهم ... ولولا الهوى ما ظنني الركب سائلا

واقسمت بالبيت الجديد بناؤه ... بحي ومن يحفى إليه المراقلا

هي الدار أبناء الندى من حجيجها ... نوازل في ساحاتها وقوافلا

يزرنك بالآمال مثنى وموحداً ... ويصدرن بالأموال جماً وجاملا

قواعد إسماعيل يرفع سمكها ... لنا كيف لا نعتدهن معاقلا؟

فكم أنفس تهوي إليها مغذة ... وأفئدة تهوي إليها حوافل

<<  <  ج: ص:  >  >>