للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ا

وسامية الأعلام يلحظ دونها ... سنا النجم في آفاقها متطائلا

نسخت بها إيوان كسرى بن هرمز ... فأصبح في أرض المدائن عاطلا

فلو أبصرت ذات العماد عمادها ... لأمست أعاليها حياء أسافلا

ولو لحظت جنات تدمر حسنها ... درت كيف تبني بعدهن المجادلا؟

تناطح قرن الشمس من شرفاتها ... صفوف ظباء فوقهن موايلا

وعول بأطراف الجبال تقابلت ... ومدت قروناً للنطاح موائلا

كأشكال طير الماء مدت جناحها ... وأشخصن أعناقاً لها وحواصلا

وردت شعاع الشمس فارتد راجعاً ... وسدت حبوب الريح فارتد ناكلا

إذا ما ابن عباد مشى فوق أرضها ... مشى الدهر في أكنافها متماثلا

كنايس ناطت بالنجوم كواهلاً ... وعادت فألقت بالنجوم كلاكلا

وفيحاء لو مرت صبا الريح بينها ... لضلت فظلت تستثير الدلائلا

متى ترها خلت السماء سرادقاً ... عليها وأعلام النجوم تمائلا

هواء كأيام الهوى فرط رقة ... وقد فقد العشاق فيها العواذلا

وماء على الرضراض يجري كأنه ... صفائح تهر قد سبكن جداولا

كأن بها من شدة الجري جنة ... فقد ألبستهن الرياح سلاسلا

ولو أصبحت داراً لك الأرض كلها ... لضاقت بمن ينتاب دارك سائلا

عقدت على الدنيا جداراً فحزتها ... جميعاً ولم نترك لغيرك طايلا

وأغنى الورى عن منزل من بنت له ... معاليه فوق الشعر بين منازلا

ولا غرو أن يستحدث الليث بالثرى ... عريناً وأن يستطرق البحر ساحلا ولم يعتمد داراً سوى حومة الوغا ... ولا خدماً إلا القنا والقنابلا

ولا حاجباً إلا حساماً مهنداً ... ولا حاملاً إلا سناناً وعاملا

ووالله لا أرضى لك الدهر خادماً ... ولا البدر منتاباً ولا البحر نائلا

ولا الفلك الدوار داراً ولا الورى ... عبيداً ولا زهر النجوم قبائلا

<<  <  ج: ص:  >  >>