للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدت بضبع الدهر حتى دفعتها ... إلى غاية أمسى بها النجم جاهلا

وإن الذي يبنيه مثلك خالد ... وساير ما يبني الأنام إلى بلى

قصيدة أبي الحسن الجرجاني

ليهن ويسعد من به سعد الفضل ... بدار هي الدنيا وسائرها فضل

تولى لها تدبيرها رحب صدره ... على قدره والشكل يعجبه الشكل

بنية مجد تشهد الأرض أنها ... ستطوي وما حاوي السماء لها مثل

تكلف أحداق العيون تخاوصاً ... إليها كأن الناس كلهم قبل

منار لأبصار السراة وربها ... مثال لآمال العفاة إذا ضلوا

سحاب علا فوق السحاب مصاعداً ... وأحرى بأن يعلو وأنت له وبل

وقد أسبل الحيرى كمي مفاخر ... بصحن بها للملك يجتمع الشمل

كما طلع النسر المنير مصفقاً ... جناحيه لولا أن مطلعه غفل

بنيت على هام العداة بنية ... تمكن منها في قلوبهم الغل

ول كنت ترقى هامهم شرفاً لها ... أتوك بها جهد المقل ولم يألوا

ولكن أراها لو هممت برفعها ... آبى الله أن تعلو عليك فلم تعلو

تحج له الآمال من كل وجهة ... وينحر في حافاتها البخل والمحل

وما ضرها أن لا تقابل دجلة ... وفي حافتيها يلتقي الفيض والهطل

تجلى لأطراف العراق سعودها ... فعاد إليه الملك والأمن والعدل

كذا السعد قد ألقى عليها شعاعه ... فليس لنحس في مطارفها فعل

وقالوا تعدى خلقه من بنائها ... وكان ما غير النوال له شغل

فقلت إذا لم يلهه ذاك من ندا ... فماذا على العلياء إن كان لا يخلو

إذا النصل لم يذمم نجاراً وشيمة ... توثق في غمد يصان به النصل

تمل على رغم الحوادث والعدى ... علاك وعش للجود ما قبح البخل

قصيدة أبي القاسم ابن العلاء أولها:

<<  <  ج: ص:  >  >>