للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلا عبرت بي ساعة لا تعزني ... ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما

قال أبو القاسم أسعد بن إبراهيم:

تتنفس الصهباء في لهواته ... كتنفس الريحان في الآصال

وكأنما الخيلان في وجناته ... ساعات هجر في زمان وصال

ركن الدين ابن أبي أصبع

وساق إذا ما ضاحك الكأس قابلت ... فواقعها من ثغره اللؤلؤ الرطبا

وخشيت وقد أمسى نديمي على الدجى ... فأسدلت دون الصبح من شعره الحجبا

وقسمت شمس لطاس بالكأس أنجماً ... ويا طول ليل قسمت شمسه شهبا

لأبي الطيب

أرق على أرق ومثلي يأرق ... وجوى يزيد وعبرة تترقرق

جهد الصبابة أن يكون كما أرى ... عين مسهدة وقلب يخفق

ما لاح برق أو ترنم طائر ... إلا انثنيت ولي فؤاد شيق

جربت من نار الهوى ما تنطفي ... نار الغضا وتكل عما تحرق

وعذلت أهل العشق حتى ذقته ... فعجبت كيف يموت من لا يعشق؟ !

وعذرتهم وعرفت ذنبي أنني ... عيرتهم فلقيت فيه ما لقوا

ابني أبينا نحن أهل منازل ... أبداً غراب البين فينا ينعق

نبكي على الدنيا فما من معشر ... جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا

أين الأكاسرة الجبابرة الأولى ... كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا

من كل من ضاق الفضاء بجيشه ... حتى ثوى فحواه للحد ضيق

خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا ... أن الكلام لهم حلال مطلق

فالموت آت والنفوس نفائس ... والمستغر بما لديه الأحمق

والمرء يأمل والحياة شهية ... والشيب أوقر والشبيبة أنزق

ولقد بكيت على الشباب ولمتي ... مسودة ولماء وجهي رونق

حذاراً عليه قبل يوم فراقه ... حتى لكدت بماء جفني أشرق

أما بنو أوس بن معن بن الرضا ... فأعز من تهدي إليه الأينق

<<  <  ج: ص:  >  >>