مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى ... لما شغلتها هامهم والمعاصم
ويسمع صوت المشرفية فيهم ... على أن أصوات السيوف أعاجم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة ... ولكن مغبوناً نجى منك غانم
ولست مليكاً هازماً لنظيره ... ولكنك التوحيد للشرك هازم تشرف عدنان به لا ربيعة ... وتفتخر الدنيا به لا العواصم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ... فإنك معطيه وإني ناظم
وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى ... فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
على كل طيار إليها برجله ... إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا أيها السيف الذي لست مغمداً ... ولا فيك مرتاب ولا منك عاصم
هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلا ... وراجيك والإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن خديك ما وقى ... وتفليقه هام العدا بك دائم
للشيخ الحسين أبي عبد الله المنصور
ما للسحاب التي كنا نرجيها ... لها عجايب لا تنفك تبديها
لعلها وجدت وجدي فقد جمعت ... ماء وناراً به انهلت غزاليها
فالماء من مقلتي والعين تسكبه ... والنار من كبدي والقلب يوريها
وأبدت الأرض بالكافور زينتها ... ومد فيها بماء الورد واديها
كأن في الجو أشجاراً معلقة ... من المجرة تدنيها وتقصيها
أوراقها فضة بيضاء تضربها ... ريح الشمال فتهوي من أعاليها
أو راقصات جوار فوقها انقطعت ... منها العقود فنلنا من لئاليها
أو شقق البعض من بعض غلايلها ... بسكرهن فألقتها تراقيها
أو مرت الريح بالأقطان قد ندفت ... فعممت دورها منها سواقيها
أو من نسور تسد الأفق كثرتها ... تناثر الريش واصطفت خوافيها
أو فيه أرحية بالماء دائرة ... ترمي الطحين إلينا من نواحيها
أو فيه غسال أثواب يبيضها ... يظل يعصرها طوراً ويطويها