طريدة دهر ساقها فرددتها ... على الدين بالخطي والدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء أخذته ... وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً ... مضى قبل أن تلقي عليه الجوازم
وكيف ترجى الروم؟ والروس هدمها ... وذا الطعن آساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم ... فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنهم ... سروا بجياد ما لهن قوايم
إذا برقوا لم تعرفوا البيض منهم ... ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منهم زمازم
تجمع يها كل لسن وأمة ... فما تفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره ... فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ... وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلماً هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهي ... إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ... تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غايب ... وصار إلى الليات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها ... وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأحيدب كله ... كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ... وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتح أنك زرتها ... بآماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمش مقدم؟ ... قفاه على الأقدام للوجه لائم؟
أينكر ريح الليث حتى يذوقه؟ ... وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره ... وبالصره حملات الأمير الغواشم