للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمعرفة ثم إن ها هنا معنيين آخرين الإشارة في الكتاب إليهما أحدهما أن المعرفة تطلق على الإدراك الذي بعد الجهل، والثاني أنها تطلق على الأخير من الإدراكين لشيء واحد يتخلل بينهما عدم ولا يعتبر شيء من هذين القيدين في العلم، ولهذا لا يوصف الباري تعالى بالعارف ويوصف بالعالم.

وقال المحقق الدواني في هذا المقام: ومعنى آخر ذكره الراغب وغيره وهو أن المعرفة العلم بالشيء من قبل آثاره، وكأنه مأخوذ من العرف، بمعنى الرائحة كما يقال. بهذا المعنى، انتهى كلامهما.

القصيدة اللامية للطغرائي الأصفهاني

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحيلة الفضل زانتني لدى العطل

مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

ناء عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عرى متناه عن الخلل

فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي

طال اغترابي حتى حن راحلتي ... ورحلها وقرى العسالة الذبل

وضج من لغب نضوى وعج لما ... ألقى ركابي ولج الركب في عذلي

أريد بسطة كفٍّ أستعين بها ... على قضاء حقوق للعلى قبلي

والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الكد بالقفل

وذي شطاط كصدر الرمح معتقل ... بمثله غير هياب ولا وكل

حولوا الفكاهة مر الجد قد مرجت ... بشدة البأس منه رقة الغزل

طردت سرح الكرى عن ورد مقتله ... والليل أغرى سوام النوم بالمقل

والركيب ميل على الأكوار من طرب ... صاح وآخر من خمر الهوى ثمل

فقلت أدعوك للجلى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجلل

<<  <  ج: ص:  >  >>